Menu Close

رحلة إلى مدينة الموت

By Dalia Hawari A students At Al-Quds. 

رحلة الى مدينة الموت
الهولوكوست اكذوبة كبيرة ام حقيقة مفجعة تعودنا منذ الصغر على الصمت و تكميم الافواه عند الحديث عن الهولوكوست لن انسى يوماً سالت مدرستي كان عمري اثني عشر عاماً ما هي المحرقة و هل حدثت حقاً ؟ فكان ردها لا يوجد شي اسمه محرقة انها قصة ابتدعها اليهود . لماذا لا نستطيع الحديث عنها او مناقشتها ؟ هل بسبب كرهنا لليهود بسبب الاحتلال و اغتصابهم لأرضنا ؟

فجاءت رحلة بولندا فكان حب الفضول ينتابني و معرفة الحقيقة عن ابشع ما يمكن تصوره جريمة تحدث بحق الانسانية فلمجرد التفكير بسلب حق انسان بالحياة بحد ذاتها جريمة . فعند وصولنا الي معسكر اوشوفيتز و تجولنا في المكان و التعرف على ارض الواقع ما حدث سابقاً في هذه البقة من الارض ، لقد اضافت الى ذاكرتنا اشياء جديدة فالحديث عن شئ مختلف عن رؤيته على ارض الواقع .

في هذا الوقت شعرت بتضارب في المشاعر هل أتعاطف مع اليهود ام يزداد حقدي عليهم لما يفعلوه بنا من تنكيل و سلب اراضي و قتل يومي لنا ، لماذا نقوم بربط المحرقة و ما حدث لأشخاص ابرياء في مكان و زمان ما بالاحتلال الاسرائيلي . فنظرت للهولوكوست من منظور دراسي بحت بالتعرف على شئ حدث بالتاريخ و لن ينساه الأجيال لبشاعته ، حدثت لأشخاص و جنسيات مختلفة غير اليهود بولنديين و غجر و اسرى الحرب ، كانت إبادة جماعية ، أتساءل هل اذا لم يكونوا اليهود ضمن هذه الإبادة سوف يختلف ردة فعلنا عليها و انكارها ؟ الهولوكوست ليست حكراً للإسرائيليين فقط يجب علينا تعلمها و فهمها من منظور تعليمي لا يمكن انكاره فقد حدثت فعلاً و كانت من آثارها هجره اليهود الى فلسطين و بداية معاناة الشعب الفلسطيني .

تعرضنا لهجوم كبير من قبل الكثيرين للذهاب الي هذه الرحلة لماذا ؟ الوطنية ؟ أم لمجرد الاعتراض و كسب الشعبية ؟ الآن عرفت لماذا نحن لحتى الآن لم نكسب حرباً ولن نسترجع شبراً من ارض و السبب من وجهة نظري لا نفكر بالأمور بشكل عقلاني و اسلوب التشكيك و المزاودة بالوطنية و ننادي بالحرية و الديمقراطية و الحوار و نحن بعيدين كل البعد عن هذه الشعارات . ايها الإنسان ما اسهل ان تشكك بالوطنية و حب الوطن ، من نخدم بهذه الهجمات سوي الاحتلال ليبرهن للعالم كم اننا شعب همجي و لا نريد سلام و شعب يحب العنف و الدماء .

فالنهاية خلاصة حديثي يجب ان لا نقبل على انفسنا انكار مثل هذه الجرائم و الابادات للشعوب الأخرى مهما كانت جنسياتهم لان كل العالم معترف بحدوثها و انكارنا لها ليست تباهياً و وطنيتاً فكيف سوف نقنع العالم بقضيتنا و حقنا بالحياة ، لماذا لا نتعلم الدرس و نعرف كيف نسوق لقضيتنا لكسب الرأي العالمي و نفكر كيف نجح الاسرائيليون في كسب عطف العالم على مر السنين و اننا لم ننجح في ذلك .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *