عندما يموت الإحساس ,,, تأكد من أنك لا زلت على قيد الحياة
رحلتي إلى بولندا…..
وسام عادل لوباني
عندما كنت صغيرا كنت اسمع الكثيرين يتكلمون عن الهوليكوست ويقولون بان هتلر ذبح اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، ولكني لم أكن افهم ماذا تعني هذه الكلمة لان الذي يعيش ويولد في احد مخيمات اللجوء في لبنان ليس له متسع من الوقت للتفكير في هذه الأمور لان مخيمات اللجوء بحد ذاتها أفظع أو حتى لا أكون منحازا فربما هي صورة من صور الهوليكوست وتجربة قاسية مررنا فيها ولا زلنا .
أن تشعر بالآخرين هذا دليل على إنسانيتك فكيف تكون أنسانا من لحم ودم وقلبك قاس كالحجر , أن تشعر بمعاناة الآخرين ليس ضعفا وليس جبنا بل أنها فطرة وضعها الله عز وجل فينا والراحمون يرحمهم الله ….
التحضير للرحلة…..
منذ أن بدأت التحضيرات للرحلة انتابني شعور غريب وصراع داخلي .. اذهب أم ابقي ؟ وان ذهبت هل يعني أني تخطيت كل الخطوط الحمراء؟ هل ذهابي إلى بولندا وزيارة معسكرات الإبادة يعد خيانة؟ وماذا سيقول الناس عني أن ذهبت .. أصحابي ، زملائي في العمل،أقربائي؟ كل هذه الأسئلة كانت تراودني وتقلقني،، وصرت احضر الإجابات عن كل الأسئلة المتوقعة التي ربما اسأل فيها … شيء مضحك مبكي .. ولكن السؤال الذي جاءني على حين غرة ،، أين قناعاتي وارادتي؟ وهل من يذهب إلي معسكرات الإبادة في اوشفيتس يعتبر خائن وقد باع من تبقى من الأرض أن تبقى منها ؟
فكانت الإجابة … وهل يعتبر العامل الذي يعمل داخل المستوطنات الإسرائيلية ويكون المقاول المسئول عن بناء هذه المستوطنات خائنا وعميلا ؟ ومن يعمل داخل الخط الأخضر ليجني قوت أطفاله يعتبر نوع من التطبيع والاعتراف بيهودية ألدولة؟ فكانت الإجابة طبعا لا .
لقد تعودنا كثيرا وخصوصا بعد انتشار شبكة الانترنت … هنالك أشخاص تهاجم فقط لمجرد الهجوم وللشهرة والظهور بأنه إنسان وطني ويخاف على قضيته ويناضل من اجل عودة اللاجئين وصدقوني لو سألت احدهم عن الهوليكوست وما هو سيتلعثم بالإجابه إلا من رحم ربي . لماذا لا اذهب الى بولندا ؟ وهل هنالك شيئا أعظم من أن تلمس معانات الآخرين على ارض الواقع؟ معركتنا مع الاحتلال لن تنتهي بمجرد قيامنا بهذه الزيارة وزيارتنا ليست تطبيع وليست خيانة!!!
وهل تمت مهاجمة اليهود الذين قاموا بزيارة المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية؟ مع العلم أنهم هم سبب هذا اللجوء وهم سبب تشردنا في بقاع الأرض.هل سمع أحدكم بأن احد المتطرفين اليهود قام بمهاجمة الوفد الإسرائيلي الذي زار المخيمات؟ أنا لم اسمع . فلماذا نهاجم بهذه الطريقة ؟ ولماذا التلفيق والتضليل وتغيير الحقائق وقلبها ؟ بدأت الرحلة …. 24 \3
مرورا بالأردن ,, فرانكفورت وأخير مدينة كراكوف بلد الجمال والطبيعة الخلابة وأناسها الطيبون.
كلنا متلهفون لتلك الزيارة ,, نفكر ونعيد الكرة مرة أخرى وسؤال واحد يراودنا ماذا سنشاهد وماذا سيكون شعورنا ؟ هل ستنتابنا موجة من الضحك أم هستيريا الألم أم سنبقى صامتين ؟
بدأت أولى جولاتنا في قلب المدينة لنتعرف عليها وعلى الأماكن الموجودة فيها … ما أجمل هذه المدينة فعبق الماضي يفوح منها ويتلاقي مع الحاضر ليبني المستقبل .. تجولنا في المدينة وتعرفنا على الأماكن السياحية والتاريخية فيها .. ما أجملها ….. الانتقال الى اوشفيتز …. 27\3
ركبنا الحافلة وتحركت بنا إلى اوشفيتز،، فهناك توجد معسكرات الإبادة … كلي شوق لأصل الى هناك وادخل عبر ممرات الزمن والتاريخ وازور المكان الذي وقعت فيه مذبحة ما زال العالم يتحدث عنها إلى يومنا هذا .
توقفت الحافلة . .. ترجلنا وبدأت رحلة البحث عن الحقيقة ،، هل الهوليكوست حقيقة أم تضخيم إعلامي يهودي أم وهم وخرافة مثل الغول ؟
وصلنا الى المعسكر وبدأت الجولة .. على بوابة المعسكر ثلاث كلمات مكتوبة باللغة الألمانية ( العمل يعطيك الحرية) ،، لا حرية لمن لا يستطيع العمل ، ما مصير العجائز والأطفال والنساء والمرضى ؟ الإجابة كانت في داخل المعسكر .
عندما تطأ قدميك ارض المعسكر وتشاهد أبراج المراقبة التي تحيط بالمعسكر وتراقب الأسرى، ينتابك شعور غريب ممزوج بشيء من الخوف والألم .. ماذا لو كنت أنت احد هؤلاء الأسرى؟ كيف سيكون شعورك وأنت تتوقع الإبادة والقتل في أي لحظة ؟ إثناء الجولة وفي كل بقعة ارض أو وزنزانة كنت أتخيل هؤلاء الأسرى ووضعهم المأساوي الذي كانوا يعيشونه ,, فأتخيل أسرانا البواسل في النقب وعسقلان وغيرها من المعتقلات الإسرائيلية، فأسأل نفسي لماذا يموت الإنسان على يد الإنسان ويعذب وينكل وتستبيح أدميته .
صدقوني لقد أوجعتني المشاهد التي رايتها , لأننا نراها كل يوم ونعيشها على ارض الواقع في فلسطين وفي مخيمات الشتات .
نحن نشعر مع الآخرين لأننا بشر وعانينا من الاحتلال الأمرين ومازلنا نعاني .. فلماذا تريدون إن تقتلوا هذا الشعور من قلوبنا وتصورونا على إننا مجردين من المشاعر ؟ إن شعورنا بالأسى تجاه ما حدث في معسكرات الإبادة لا ينقص من وطنيتنا بل بالعكس هذا دليل واضح على
إنسانيتنا التي يريدون أن يسلبوها منا و أن يصورونا للعالم بأننا همج لا نفهم ولا نشعر بمعانات الآخرين .
عندما كنت صغيرا كنت اسمع الكثيرين يتكلمون عن الهوليكوست ويقولون بان هتلر ذبح اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، ولكني لم أكن افهم ماذا تعني هذه الكلمة لان الذي يعيش ويولد في احد مخيمات اللجوء في لبنان ليس له متسع من الوقت للتفكير في هذه الأمور لان مخيمات اللجوء بحد ذاتها أفظع أو حتى لا أكون منحازا فربما هي صورة من صور الهوليكوست وتجربة قاسية مررنا فيها ولا زلنا .
أن تشعر بالآخرين هذا دليل على إنسانيتك فكيف تكون أنسانا من لحم ودم وقلبك قاس كالحجر , أن تشعر بمعاناة الآخرين ليس ضعفا وليس جبنا بل أنها فطرة وضعها الله عز وجل فينا والراحمون يرحمهم الله ….
التحضير للرحلة…..
منذ أن بدأت التحضيرات للرحلة انتابني شعور غريب وصراع داخلي .. اذهب أم ابقي ؟ وان ذهبت هل يعني أني تخطيت كل الخطوط الحمراء؟ هل ذهابي إلى بولندا وزيارة معسكرات الإبادة يعد خيانة؟ وماذا سيقول الناس عني أن ذهبت .. أصحابي ، زملائي في العمل،أقربائي؟ كل هذه الأسئلة كانت تراودني وتقلقني،، وصرت احضر الإجابات عن كل الأسئلة المتوقعة التي ربما اسأل فيها … شيء مضحك مبكي .. ولكن السؤال الذي جاءني على حين غرة ،، أين قناعاتي وارادتي؟ وهل من يذهب إلي معسكرات الإبادة في اوشفيتس يعتبر خائن وقد باع من تبقى من الأرض أن تبقى منها ؟
فكانت الإجابة … وهل يعتبر العامل الذي يعمل داخل المستوطنات الإسرائيلية ويكون المقاول المسئول عن بناء هذه المستوطنات خائنا وعميلا ؟ ومن يعمل داخل الخط الأخضر ليجني قوت أطفاله يعتبر نوع من التطبيع والاعتراف بيهودية ألدولة؟ فكانت الإجابة طبعا لا .
لقد تعودنا كثيرا وخصوصا بعد انتشار شبكة الانترنت … هنالك أشخاص تهاجم فقط لمجرد الهجوم وللشهرة والظهور بأنه إنسان وطني ويخاف على قضيته ويناضل من اجل عودة اللاجئين وصدقوني لو سألت احدهم عن الهوليكوست وما هو سيتلعثم بالإجابه إلا من رحم ربي . لماذا لا اذهب الى بولندا ؟ وهل هنالك شيئا أعظم من أن تلمس معانات الآخرين على ارض الواقع؟ معركتنا مع الاحتلال لن تنتهي بمجرد قيامنا بهذه الزيارة وزيارتنا ليست تطبيع وليست خيانة!!!
وهل تمت مهاجمة اليهود الذين قاموا بزيارة المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية؟ مع العلم أنهم هم سبب هذا اللجوء وهم سبب تشردنا في بقاع الأرض.هل سمع أحدكم بأن احد المتطرفين اليهود قام بمهاجمة الوفد الإسرائيلي الذي زار المخيمات؟ أنا لم اسمع . فلماذا نهاجم بهذه الطريقة ؟ ولماذا التلفيق والتضليل وتغيير الحقائق وقلبها ؟ بدأت الرحلة …. 24 \3
مرورا بالأردن ,, فرانكفورت وأخير مدينة كراكوف بلد الجمال والطبيعة الخلابة وأناسها الطيبون.
كلنا متلهفون لتلك الزيارة ,, نفكر ونعيد الكرة مرة أخرى وسؤال واحد يراودنا ماذا سنشاهد وماذا سيكون شعورنا ؟ هل ستنتابنا موجة من الضحك أم هستيريا الألم أم سنبقى صامتين ؟
بدأت أولى جولاتنا في قلب المدينة لنتعرف عليها وعلى الأماكن الموجودة فيها … ما أجمل هذه المدينة فعبق الماضي يفوح منها ويتلاقي مع الحاضر ليبني المستقبل .. تجولنا في المدينة وتعرفنا على الأماكن السياحية والتاريخية فيها .. ما أجملها ….. الانتقال الى اوشفيتز …. 27\3
ركبنا الحافلة وتحركت بنا إلى اوشفيتز،، فهناك توجد معسكرات الإبادة … كلي شوق لأصل الى هناك وادخل عبر ممرات الزمن والتاريخ وازور المكان الذي وقعت فيه مذبحة ما زال العالم يتحدث عنها إلى يومنا هذا .
توقفت الحافلة . .. ترجلنا وبدأت رحلة البحث عن الحقيقة ،، هل الهوليكوست حقيقة أم تضخيم إعلامي يهودي أم وهم وخرافة مثل الغول ؟
وصلنا الى المعسكر وبدأت الجولة .. على بوابة المعسكر ثلاث كلمات مكتوبة باللغة الألمانية ( العمل يعطيك الحرية) ،، لا حرية لمن لا يستطيع العمل ، ما مصير العجائز والأطفال والنساء والمرضى ؟ الإجابة كانت في داخل المعسكر .
عندما تطأ قدميك ارض المعسكر وتشاهد أبراج المراقبة التي تحيط بالمعسكر وتراقب الأسرى، ينتابك شعور غريب ممزوج بشيء من الخوف والألم .. ماذا لو كنت أنت احد هؤلاء الأسرى؟ كيف سيكون شعورك وأنت تتوقع الإبادة والقتل في أي لحظة ؟ إثناء الجولة وفي كل بقعة ارض أو وزنزانة كنت أتخيل هؤلاء الأسرى ووضعهم المأساوي الذي كانوا يعيشونه ,, فأتخيل أسرانا البواسل في النقب وعسقلان وغيرها من المعتقلات الإسرائيلية، فأسأل نفسي لماذا يموت الإنسان على يد الإنسان ويعذب وينكل وتستبيح أدميته .
صدقوني لقد أوجعتني المشاهد التي رايتها , لأننا نراها كل يوم ونعيشها على ارض الواقع في فلسطين وفي مخيمات الشتات .
نحن نشعر مع الآخرين لأننا بشر وعانينا من الاحتلال الأمرين ومازلنا نعاني .. فلماذا تريدون إن تقتلوا هذا الشعور من قلوبنا وتصورونا على إننا مجردين من المشاعر ؟ إن شعورنا بالأسى تجاه ما حدث في معسكرات الإبادة لا ينقص من وطنيتنا بل بالعكس هذا دليل واضح على
إنسانيتنا التي يريدون أن يسلبوها منا و أن يصورونا للعالم بأننا همج لا نفهم ولا نشعر بمعانات الآخرين .