الصدع في الحائط
وسط الصحافة الساحقة نقاش فارغ بخصوص زيارة كيري للمنطقة و محاكمة أولمرت ، واحدا من قطع الأخبار المهمة جدا بقيت غير مذكورة في الإعلام الإسرائيلي في 27 آذار وهي الزيارة الفلسطينية المنظمة الأولى لمراكز الموت في أوشفيتز-بيركيناو أخذت موضعا . العشرات من الطلاب الفلسطينيين بإشراف أستاذهم البرفيسور محمد الدجاني من جامعة القدس جاء ليتعلم عن الهولوكوست ودفع المواساة لضحاياها .
على وجه الحدث الغير مهم و الهامشي و لكن اؤمن بأن هذا الحدث سيدخل كتب تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في الفصل الجوهري الذي سوف يحصل على عشرات المرات أكثر من الإهتمام من قبل مؤرخي المستقبل ومن المفاوضات الظاهرية المتوسطة من قبل كيري مؤخرا .
على الأفضل ، كيري ربما يكون قادرا على تسليم وثيقة بلا معنى على 50% إعتراف في العودة ل50% من تجميد للمستوطنات ، ولكن حركة الدجاني يمكن أن تؤدي لنقطة تحول في أرواح وعقول كلا من الفلسطينيين و الإسرائيليين ، إنها طفرة اجتماعية التي يمكنها أن تقلب الأشياء رأسا على عقب .
المجتمعات فقط مثل العرق الإنساني ، تذهب خلال عملية تطويرية ، وأحداث مثل الذي أخذ موضعا في 27 من آذار يلعب دورا مشابه كدور التطورات تلعب في عملية التطوير البيولوجية . هم ربما يكونوا بسطاء (على الهامش) و عشوائيين و لكن غالبا جدا هم يؤدون كزناد التغير الرئيسي ، مرحلة الإنتقال . الثورة الصناعية ، وصعود الشيوعية ، و سقوط الإتحاد السوفييتي و الربيع العربي كلها بدأت مع تطورات صغيرة التي برزت لتصبح أحداث رئيسية . هذه الزيارة القصيرة في أوشفيتز تطلق مناظرة (حوار) عامة رائعة ضمن المجتمع الفلسطيني بخصوص موقفه نحو حقوق الإنسان ، اليهودية ، وفي نهاية المطاف نحو الإسرائيليين . هذه المناظرة اؤمن أنها ستعزز الحوار ضمن المجتمع الإسرائيلي بخصوص موقفه نحو الإحتلال ، نحو الإسلام ، وفي نهاية المطاف نحو الشعب الفلسطيني . لا أحد يمكن أن يبالغ في وصف الأهمية المحتملة لمثل هذه المناظرات . جئت عابرا لمحمد الدجاني من نظّم الزيارة لأوشفيتز منذ 10 سنوات عندما اقتراح صديقي الألماني و المؤلف المشارك رينهارد سيليتين الحائز على جائزة نوبل في الإقتصاد أن ندرس الثقة و الجدارة بالثقة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين ، كنا نبحث عن أكاديمي فلسطيني ليعمل معنا على هذا الموضوع و كان قريبا واضحا بأن محمد هو الشخص المناسب . الشراكة البحثية تحولت لصداقة ، محمد قدمني لأصدقائه في “الوسطية” وهي حركة فلسطينية تدعو للإعتدال الديني من أجمل اللاعنف و من أجل وضع نهاية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من خلال الإحترام المتبادل . هو شارك معي مناشدته للمدارس الفلسطينية لتطوير منهاج عن دراسات الهولوكوست مثل التي تدرّس في أوروبا ، في آسيا ، و الولايات المتحدة . عندما كان الأكاديميين البريطانيين يدعون بالمقاطعة ضد المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية ، محمد وقف ضد هذه الدعوة مبرهنا بأن ذلك سيكون جنونا أن نعاقب على وجه الحصر . والجزء البسيط من المجتمع الإسرائيلي عادة يقف ضد الإحتلال ، و عندما قدم السعوديون صفقة جذابة لجامعة القدس لإكمال تعليق النشاطات على كل مشاريع البحوث مع الإسرائيليين ، أنه كان محمد من قال : شكرا ، المال هو مسألة مهمة ولكن كذلك الجودة العالية للبحث و الجهود المشتركة من قبل الإسرائيليين و الفلسطينيين ستفتح قلوب الناس من كلا الشعبين .
لكن السبب لماذا الزيارة الفلسطينية في أوشفيتز يمكن أن تكون مسار كسر جيد هو ليس محمد الدجاني و لكن بدلا من انعاش رد الفعل الفلسطيني نحو الشخص و مبادراته . بينما بعض من أصدقاء محمد كلا الإسرائليين و الفلسطينيين يخافون على حياته . في الحقيقة هو أن حياته ليست معرضة للخطر ، محمد الدجاني هو ليس متعاونا (في الإحساس السيء للكلمة) بل هو فلسطيني وطني ، وكيف هو متصورا من قبل الفلسطينيين بما يشمل هم من يجتمع مع في المدارس الإسلامية في الخليل و نابلس . جانبا المئات من التعقيبات من قبل الفلسطينيين في الدعم لمبادرته ، ذلك يمكن أن يكون مقروءا على صفحته في الفيسبوك ، يمكن لأحد أيضا مواجهة الإنتقاد في المقام الأول من قبل الفلسطينيين الذين هم مهتمين بأن الزيارة لأوشفيتز ستعود للسياسيين الإسرائيليين من يعملون على الإستخدام الساخر للهولوكوست لتبرير الإحتلال . ولكن حتى من هم الذين يتكلمون ضد الزيارة لأوشفيتز تقريبا و دائما يفعلون ذلك خارج نطاق الإحترام للشخص وموقفه .
كأبن لناجي من المحرقة و إسرائيلي الشيء الأولل الذي يأتي عبر تفكيري عندما أسمع عن مبادرة محمد البطولية كانت أغنية ليوناردو كوهين مع مسارها المدهش :
“هناك صدع في كل شيء”
“ذلك كيف أن الضوء يدخل في”
دع هذه الزيارة لأوشفيتز تكون الصدع الصغير في هذا الحائط المروع المدعو الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني و دع هذا الصدع ينمو أعمق من كلا جانبي الحائط .
البروفيسور : إيال وينتر \ مركز دراسات العقلانية – الجامعة العبرية
مؤلف كتاب “العواطف الذهنية”